السبت، 15 أكتوبر 2016

الفطيرة الساخنة

كان ياما كان ..

كان هناك خبّازاً يعمل في محلٍّ صغير ولكنّه كان مشهوراً بفطائره الشهية وكعكاته اللذيذة .. وكان أهل المدينة كلها معتادين علي أن يشتروا الفطائر منه وكانوا يُحبّون منتجاته كثيراً ..
كان الخباز يستيقظ مبكّراً ويذهب إلي عمله ليُعِدّ أشهر المخبوزات ، ولم يكن يتأخر عن عمله دقيقة واحدة ، وكان يأتي له العديد من الزبائن ليشتروا مخبوزاته ..
وفي يوم من الأيام مرض الخباز ولكنّه أبي أن يترك زبائنه ينتظرونه ، وبالرغم من أن زوجته حذّرته كثيراً من الذهاب إلي العمل إلا إنه كان مُصرّاً علي أن يذهب للعمل متحاملاً علي نفسه .. ويوماً بعد يوم كان مرض الخباز يزداد وأصبحت فطائره وكعكاته سيئة المذاق ولم تعد جيّدة كما كانت من قبل .. فمن شدة المرض كان الخباز ينسي أن يضع بعض المُكوّنات الّلازمة لصُنعها .. فبدأت زبائنه تَقِلّ ..
وذات يوم اشتدّ المرض جداً بالخباز ولم يعد قادراً علي التحرّك من سريره .. فاتّصلت زوجته بسرعة بالطبيب وعندما حضر الطبيب وفحص الخباز كتب له بعض الأدوية وقال لزوجة الخباز أنه يجب ألّا يتحرّك من السرير حتي يشفي و يجب أيضاً ألّا ينفعل أو يحزن .. وعندما غادر الطبيب المنزل قالت الزوجة لزوجها: يجب ألّا تترك سريرك كما قال الطبيب فقال لها الخباز: ولكن مخبزي؟ّ
قالت له: لا تخف يُمكنك أن تُعلّم ابننا سمير وصفات مخبوزاتك ليصنعها بدلاً منك حتي لا يُغلَق المخبز .. فوافق الخباز وقال إنها فكرة جيدة .. وبالفعل علّم ابنه سمير هذه الوصفات ..

وفي اليوم التالي ذهب سمير إلي المخبز وصنع المخبوزات كما علّمه والده وظلّ ينتظر الزبائن لكن لا أحد يأتي .. تعجّب سمير فقد كان يعلم أن مخبز والده هو أشهر مخبز في المدينة كلها !! .. وبعد مرور الكثير من الوقت رأي زبوناً من بعيد فتقدّم مسرعاً ليستقبله وعندما اقترب الزبون من المخبز سمع سمير الناس يقولون له: لا لا .. لا تذهب إلي هذا المخبز ففطائره ليست لذيذة .. قال الزبون: ولكنني معتاد علي هذا المخبز وأعرف أن فطائره لذيذة للغاية فكيف تقولون هذا الكلام؟!
فقال له الناس: نحن أيضاً كنا معتادين علي هذا المخبز ولم نكن نشتري إلا منه ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت مخبوزاته سيئة المذاق لا ندري لماذا ؟ يبدو أن هذا الخباز أصبح عجوزاً ولم يعد قادراً علي الخَبْز .. وعندما سمع سمير هذا الكلام حزن حزناً شديداً وفكّر أن يُخبر والده عن هذا الأمر ولكنه تذكّر كلام الطبيب عندما قال إن والده يجب ألا ينفعل أو يحزن ..

وعاد سمير إلي المنزل وعندما سأله والده كيف كان يومك في العمل يا سمير ؟ كذب سمير علي والده وقال له: إن يومى كان رائعاً وأتي لي العديد من الزبائن وربحت الكثير من النقود .. وبعد قليل انفرد سمير بوالدته وأخبرها بما حدث ، فقالت له: ولماذا كذبت علي والدك يا سمير؟ قال لها: أنا آسف يا أمى ولكن الطبيب قال إن أبي يجب ألا ينفعل أو يحزن وأنا خائف علي صحة أبي فإنه لو علم الحقيقة بالتأكيد سيحزن كثيراً وستسوء حالته .. قالت له أمه: لم تكن مضطراً للكذب يا سمير وكان يمكنك أن لا تخبره بما حدث ولكن تطمئنه ببعض الكلمات دون كذب صريح فالمؤمن لا يكذب يا سمير .. ولكني أرجو أن يغفر الله لك خطأك لأنك لم تكن مُتعمداً وكانت نيتك طيبة .. تَقبّل سمير عتاب والدته وشكرها ووعدها بعدم الكذب ثانية .. ثم قال لها: لقد عزمت يا أمي أن أخبز العديد من الفطائر غداً إن شاء الله وأُوزّعُها علي أهل الشارع وعندما يتذقونها سيعلمون أنها كانت هفوة بسيطة من أبي وسيعودون ليشتروا من مخبزنا كما كانوا من قبل .. قالت له والدته: فكرة جميلة .. 
 
وبالفعل ذهب سمير مُبكراً إلي العمل وخَبز العديد من الفطائر ووزّعها بالمجان علي أهل الشارع .. وعندما تذوّقوها أعجبتهم للغاية وأخبروا كل أصدقائهم أن المخبز عاد ليصنع ليصنع أشهي المخبوزات من جديد وعاد الناس ليشتروا منه كما كانوا من قبل .. وبعد مرور شهر عاد والد سمير إلي صحته وقرّر أن يذهب للمخبز ..
وعندما وصل وجد أن مخبزه قد اشتهر عن ذي قبل وزادت زبائنه فشكر ابنه كثيراً وفرح به وقال له: شكراً يا ولدي .. حقّاً يمكنني أن أعتمد عليك في أي شيء فقد أثبتّ لي أنّك جديرٌ بالمسئولية .. وعاد المخبز يعمل من جديد ولم تنقطع زبائنه بعد ذلك اليوم بل ظلّت تكثُر وتزيد .
تأليف ورسوم الطالبة: سارة أيمن الشيال
الصف الثالث الإعدادي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق